Breaking News

الركن الرابع - أركان الإيمان


( الإيمان بالرسل )

فكذلك هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه وتعالى أرسل رسلاً إلى البشر على فترات متباينة من الزمن وذلك لكي يبلغوا رسالة ربهم إلى الناس لكي يكونوا سبباً من أسباب خروجهم من الظلمات إلى النور وإرسال الرسل هذا من رحمة الله تبارك وتعالى على هؤلاء الناس حتى لا ينفرد فيهم الشيطان و لا يجتالهم وحتى لا يطمس فطرهم بكاملها.
إذ أننا نعلم أن الفطرة في أصلها تتجه إلى الله سبحانه وتعالى )  فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ((2)  قال رسول الله e :{ كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أن ينصرانه أو يمجسانه }(3)
فالشيطان كما تعلمون له دور كبير جداً في طمس فطر الناس عن الحق فلذلك رحمة من الله سبحانه وتعالى  أرسل هؤلاء الرسل ليزيلوا ما علق في هذه الفطر من أدران و أوساخ نتيجة استحواذ الشيطان عليهم  هؤلاء الرسل الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى الخلق هل جاءوا على  مرحلة واحدة أو على مراحل؟ الجواب أنهم جاءوا على مراحل متعددة وكان كل نبياً قبل نبينا محمد e يبعث إلى قومه خاصة.
يقول الله سبحانه وتعالى ) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ( ([1])، ورسولنا e يقول:{ كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة أو عامة } ([2]) وأول هؤلاء الرسل نوحاً عليه السلام وأخرهم محمد e ولاشك أن هؤلاء الرسل لما بعثهم الله سبحانه وتعالى لم  يرسلهم لمجرد العبث والهزل إنما أرسلهم لمهمات جسام  ولفوائد كثيرة فمن هذه المهمات.
إخراج الناس من الظلمات إلى النور وكذلك شرح الكتب السماوية العظيمة وبيان ما فيها للناس كذلك لأجل اقامة الحجة على الناس لذلك يقول الله سبحانه وتعالى ) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ( ([3]) و هؤلاء الرسل يقومون بهذه المهمة خير قيام ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفاهم واختارهم لهذه الرسالة النبيلة العظيمة (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس)
فهؤلاء الرسل الذين يأتون إلى البشر لاشك أنهم ذو أخلاق عالية
ونفوسهم أبية و يتسمون بالحلم و بالصبر و بالحرص العام على مصالح الناس وما ذلك إلا لأن الله يختارهم ويصطفيهم لهذه المهمة العظيمة التي هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور،،،
وهؤلاء الرسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم لاشك أنهم جاءوا إلى أقوامهم وبلغوهم بهذه الكتب وجادلوهم وناضلوهم وحصل بينهم وبين أقوامهم جولات وصولات انتهت بانتصار الرسل عليهم السلام على أقوامهم.

هؤلاء الرسل عليهم  والسلام هل هم على مرتبة واحدة أم على مراتب؟

الجواب أنهم على مراتب يقول الله سبحانه وتعالى ) تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (([4]) ومنهم أولو العزم كما قال تعالى ) فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ(([5]) ولاشك أن خاتمهم هو محمد e فقد أكمل الله تعالى به الدين، فقد بعثه للناس بكاملهم  الثقلين الإنس والجن ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا(([6]) قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا( ([7]) ويقول سبحانه وتعالى ) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ( ([8]) فقد ختم الله تعالى بمحمدٍ جميع الرسل ولم يعد بعد رسالة الإسلام إلا دين الإسلام           قال تعالى ) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ(([9]) وقال تعالى ) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ( ([10]) فإذن موسى وعيسى وكل من سبق رسولنا e قد بشروا برسالة النبي محمد e وهذا القرآن أثبت أن عيسى عليه السلام قد بشر برسالة أحمد الذي هو نبينا محمد e فيقول تعالى )  وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ( ([11]) فإذن نحن أمة الإسلام نؤمن بالرسل جميعاً جملة وتفصيلاً من سمى الله سبحانه وتعالى ومن لم يسمِ فمنهم من قص الله علينا وضعه وحكايته ومنهم من لم يقصص يقول الله تعالى ) مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ( ([12])
فنحن أمة الإسلام نؤمن بالرسل جميعاً عليهم السلام من أولهم إلى أخرهم وعلى رأسهم نبينا محمد e الذي هو خاتمهم والذي أكمل الله به الدين والذي بعثه الله إلى الثقلين الجن والإنس فنحن أمة الإسلام لا نحمل حقداً على أحد بخلاف اليهود الذين لا يعترفون مثلاً بالرسالة المسيحية و لا يعترفون بعيسى عليه السلام ولا يعترفون بمحمد e، وبخلاف النصارى الذين لا يعترفون برسالة محمد e .
أما نحن أمة الإسلام فنعترف بكل الرسل عليهم السلام من أولهم إلى أخرهم وعلى رأسهم موسى وعيسى وسائر الرسل الذين سبقوا رسولنا e فنحن لا نحمل حقداً على أحد وإنما نحن نريد الخير كل الخير للناس من أولهم إلى أخرهم ونريد إنقاذهم من الظلمات إلى النور لأن رسالة نبينا محمد e تأمرنا بذلك، وما على أمة الإسلام بعد وفاة رسولهم e إلا أن يحملوا هذه الرسالة إلى الثقلين وإنساً وجناً لكي ينقذوهم من الظلمات إلى النور، وأنتم ترون كيف تتردى الآن الحضارة الغربية والشرقية على حد سواء وذلك كله سبب بعد هذه الحضارات عن المنبع الروحي وعن تعاليم الرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم وعلى رأسهم خاتم الرسل الذي هو محمد e ، ومن هنا ينبغي علينا أن نربي أنفسنا وأبنائنا تربية إسلامية حقيقية مبناها الإيمان بالرسل جميعاً وعلى رأسهم خاتم الرسل محمد e لكي نستطيع أن نخرج الناس من الظلمات إلى النور ولكي نستطيع أن نقدم لهم الشفاء الكافي الوافي لكل مصائبهم و انحرافاتهم التي وقعوا بها بسبب هذا البعد عن المنهج الرباني ولذلك يجب الإيمان بالرسل عليهم السلام جملة وتفصيلاً ومن أنكر واحداً من هؤلاء الرسل فقال مثلاً أنا لا أؤمن بأن الله أرسل موسى أو لا أؤمن بأن الله أرسل عيسى إلى قومه أو نحو ذلك فمن قال هذه المقالة ممن ينتمي إلى أمة الإسلام فقد كفر وارتد فنقول له لابد أن تؤمن بجميع الرسل من أولهم إلى أخرهم ولكن لا تعمل إلا برسالة محمد e لأنها هي الناسخة وهي الكاملة والشاملة
فإذن حكم الإيمان بالرسل واجب ويعد ركناً من أركان الإيمان لا يتم إيمان مسلم إلا به هذا بالنسبة للإيمان بالرسل ،


(1) سورة النحل آية 36
(2) صحيح الإمام مسلم : كتاب المساجد ومواضع الصلاة ح221 ص370-371 ومسند أحمد 2/4120
(3) سورة النساء آية 165
(1) سورة البقرة آية 253
(2) سورة الأحقاف آية 35
(3) سورة سبأ آية 28
(4) سورة الأعراف آية 158
(5) سورة الأحزاب آية 40
(1) سورة آل عمران آية 19
(2) سورة آل عمران آية 85
(3) سورة الصف آية 6
(4) سورة غافر آية 78

هناك تعليقان (2):

تعليقك يهمنـــا
أترك تعليقك هنــــــا ... لكى نستطيع التطوير والإستفادة من الآراء

هل إستفدت من تلك المقالة ؟
نعم أو لا