الركن الثالث - أركان الإيمان
( الإيمان بالكتب )

القرآن الكريم

القرآن الكريم


وهو الركن الثالث من أركان الإيمان فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه وتعالى قد أنزل على رسله كتباً لأجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور وقد بين في هذه الكتب ما يحتاجه الناس فيما ينقذهم من الضلال ومن الشيطان وما من شك أن هذه الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى أنزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام لأجل إبلاغها للناس حتى تقوم الحجة على الناس ولا يكون للناس عذر أمام الله تبارك وتعالى إذ قد أنزل كتباً وأرسل رسلاً يبينوا ويوضحوا وهذه الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله كثيرة وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن بعضاً منها فذكر مثلاً التوراة والإنجيل ، صحف موسى عليه السلام، الزبور الذي أنزل على داود عليه السلام وعلى رأسها القرآن الكريم، وهذه الكتب التوراة مثلاً أنزلت على موسى عليه السلام ثم عقبت بالإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام وكانت الكتب قبل رسالة محمد e كل كتاب ينزل على الرسول لفئة خاصة من القوم ولذلك يقول الرسول e :{ كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة }([1])، فالرسل الذين قبل محمد e كانوا يبعثون إلى أقوامهم خاصة ثم جاء القرآن الذي هو الكتاب الخاتم الكامل الشامل الذي سلم ولله الحمد من التحريف والتغيير ومن التبديل فختم الله به الكتب
إذن الكتب السابقة التي قبل القرآن هل أصيبت بتحريف وتغيير أم لا؟
الجواب نعم الكتب السابقة أصيبت بتحريف وتغيير وذلك بواسطة الكهنة والحاخامات والقساوسة ومن في حكمهم ذلك أن الله وكل حفظ هذه الكتب إليهم لكنهم لم يحفظوها وإنما أساءوا الأدب لمصالحهم الشخصية ولإرضاء نزوات الملوك والزعماء في عهدهم ولأجل حفنة من الدريهمات ، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى في شأنهم ) يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ( ([2]) ويقول: ) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً(([3]) ومن أعظم تحريفهم مثلاً أنك لا تجد في كتبهم إثبات رسالة محمد e مع أن عيسى عليه السلام قد بشر برسالة محمد بنص القرآن ) وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ( ([4]) لكن كتابهم مع الأسف الشديد بسبب التحريف والتغيير يخلوا من ذلك، لكن النسخ الأصلية التي لم يصبها تحريف ولا تغيير موجود فيها رسالة محمد e وذلك موجود في إنجيل (بر نابا) وقد بشر برسالة الإسلام ولكن الهوى والتعصب وحب الدنيا هو الذي جعلهم ينكرون رسالة محمد رسول الله e وينكرون القرآن العظيم.
أما القرآن العظيم فقد تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة فقد ختم الله به الكتب السماوية السابقة ولن يأتي بعده كتاب إلى قيام الساعة والدليل على أن الله تكفل بحفظه قوله سبحانه وتعالى ) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9)(([5]) وهذا الكتاب الخاتم الشــامــل مــا مـن شـك أنـه لم يتـرك شـاردة أو واردة إلا تحــدث عنـهــا بخطـوطـ تفصيـليـة أو بخطوط عامة ) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ(38) ( ([6])
فإذن هناك نتيجة وهي أنه يجب الإيمان بهذه الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله ويجب الإيمان بها جملة وتفصيلاً ما ذكره الله في كتابنا وما لم يذكره وميزتنا نحن أمة الإسلام أننا نؤمن بالكتب بكاملها وعلى رأسها التوراة والإنجيل ولكننا مكلفون بالعمل بما في القرآن لأنه قد نسخ ما في الكتب السماوية السابقة فلم يعد للكتب السماوية السابقة أي معنى في العمل فاليهود والنصارى مكلفون أن يعملوا بما في القرآن ، لأن دين الإسلام دين عالمي والقرآن عالمي للثقلين الإنس والجن ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(107)( ([7]) ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا( ([8]) ولذلك يجب الإيمان بالكتب السماوية السابقة بكاملها والعمل هو بما في كتابنا
ويجب على اليهود والنصارى أن يعملوا بما في هذا القرآن وأن يتبعوا ما في هذا القرآن لأن القرآن لجميع الناس وليس خاصاً للعرب وحدهم ولا للعجم إنما للثقلين الجن والإنس.
س : ما حكم من أنكر واحداً من الكتب أو أنكرها جميعاً ؟
لاشك في كفره فلو أن قائلاً قال أنا لا أؤمن أن الله أنزل على موسى التوراة أو أنزل على عيسى الإنجيل ، أو أنزل على موسى الصحف أو أنزل زبورا أو نحو ذلك نقول له قد كفرت لأن هذا الشيء قد ورد ذكره في القرآن الكريم وطالبنا الله الإيمان بذلك فمن أنكر الكتب أو أنكر واحداً منها فقد كفر وأرتد عن ملة الإسلام فلا بد من الإيمان بالكتب جملة وتفصيلاً وهذه الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الناس من الظلمات إلى النور وبذلك نحن أمة الإسلام الوحيدون من بين سائر الأمم والملل نؤمن ونصدق بأن الله أنزل هذه الكتب على هؤلاء الرسل بخلاف اليهود الذين لا يعترفون بالإنجيل ولا يعترفون بالقرآن لأنهم يرون أن الإنجيل والقرآن قد نسخا كتابهم لذلك لا يؤمنون به، كذلك النصارى لا يؤمنون بالقرآن ولا يصدقون به ولا يعترفون بأن الله أنزل على نبيه محمد e القرآن فلذلك هم ضالون، أما نحن أمة الإسلام فنحن نعترف بالكتب وأنها أنزلت على الرسل ولكننا نجزم تمام الجزم أن القرآن هو الخاتم وهو الشامل وهو الكامل وهو المهيمن على الكتب السماوية السابقة وهو الذي يجب أن يحكم في حياة الناس بكاملهم من أولهم إلى أخرهم وهو المنقذ لهم من الظلمات إلى النور وهو الرحمة المسداة لهم من الله تبارك وتعالى وهو الذي لم يصبه تحريف ولا تغيير ولا تبديل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن الله تكفل بحفظه هذا بالنسبة للإيمان بالكتب
فإذن نخلص إلى أن الإيمان بالكتب يعد من أركان الإيمان وأنه يجب علينا أن نربي أبناءنا على الاعتقاد الجازم الذي لا يتطرق إليه أدنى شك بوجوب الإيمان بهذه الكتب جملة وتفصيلاً والإيمان الجازم القاطع بأن الله أنزل هذه الكتب على هؤلاء الرسل على فترات متباينة وقد ختمت هذه الكتب بهذا القرآن الذي )لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42)(([9]) فبهذا الإيمان يستطيع المسلم أن يخرج من هذه الدنيا سالماً قد حقق رضى الله سبحانه وتعالى وفاز برحمة الله وبجنة عرضها السماوات والأرض ونجا برحمة الله من النار
ليست هناك تعليقات
تعليقك يهمنـــا
أترك تعليقك هنــــــا ... لكى نستطيع التطوير والإستفادة من الآراء
هل إستفدت من تلك المقالة ؟
نعم أو لا