Breaking News

الركن الأول - أركان الإيمان


( الإيمان بالله )
بمعنى أن تجزم و تعتقد بوجود الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد وأنه سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته لا نتعرض له بتمثيل ولا تحريف ولا تأويل ولا تعطيل، وأنه تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم’ وأنه تعالى مسير هذا الكون ومصرفه وأنه الذي خلق جميع المخلوقات بما فيها الملائكة والرسل والأرض والسماوات وأن الأرض والسماوات والكرسي والعرش كلهم محتاجون إليه سبحانه وتعالى وأنه الذي يقول للشيء كن فيكون وأنه تعالى الذي لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ، وأنه الذي ليس له نظير ولا شبيه وأنه المتصف بجميع صفات الكمال والمنزه عن جميع صفات النقص والعيوب وأنه الذي تصمد له الخلائق وتحتاجه في كل شأن من شؤن حياتها وما من شكً بوجود الله سبحانه وتعالى وأنه  الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفُوًا أحد.قال تعالى ) قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ(2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)( ([1])   وقال تعالى ((عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ(22)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ(23)هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْبِ(24)([2])  
ولنعلم علم اليقين أنه لا يجوز التفكير في ذات الله سبحانه وتعالى فمن أنت أيها الإنسان حتى تفكر في ذات الله وحتى تحاول أن تفهم ذات الله سبحانه وتعالى وأنت أيها الإنسان مخلوق  قاصر و بحاجة إلى من يكملك وبحاجة إلى من يزيدك علماً في كل شأن من شؤن حياتك فأنا لك أن تستطيع أن تفهم ذات الله تبارك وتعالى، ولذلك لا ينبغي للمسلم أن يتفكر في ذات الله وكيفية الله وحقيقة الله وكنه الله،
 فالله تبارك وتعالى )  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(11) ( ([3]) فنثبت ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات ولكن نقول لا نعلم كيفية هذه الصفات ولا نعلم حقيقتها إنما نثبت ما أثبته لنفسه وننفي ما نفاه وما نفاه عنه رسوله  r ، ولك الحق أن تتفكر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى فهذه الطيور فكر فيها كيف تغدو خماصاً وتعود بطاناً وهذه الأزهار كيف تتفتح وهذه الأشجار كيف تنمو وهذا الجنين كيف يتكون في رحم أمه ثم يخرج إلى هذا الوجود بهذا الشكل وهذه الكيفية هذه الأنهار التي تسير وتحمل معها الماء والخير الكثير وهذه السحب التي تنقل المياه وتذهب بها يميناً وشمالاً بإرادة الله سبحانه وتعالى هذه الجبال التي تثبت هذه الكرة الأرضية وهذه الأرض المنبسطة التي يمشي عليها الإنسان يميناً وشمالاً قال تعالى ) فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ(15)( (1)، هذه الشمس التي تخرج من جهة المشرق بهذا الشكل ثم تغيب في جهة الغرب بهذه الكيفية، وهذه الكواكب السيارة المنتشرة في السماء كيف خلقها الله سبحانه وتعالى وكيف أوجدها ليهتدي الناس بها وكيف أنها تسير على حسب نظام دقيق بعيد عن الصدفة التي قال به أعداء الله من الكفار وغيرهم، فحاشا أن يكون هذا الكون المنظم جاء عن طريق الصدفة لا يمكن في أي حال من الأحوال  فهذا الكون له مسير وخالق ورازق وهو الله سبحانه وتعالى وأنَا للشيء أن يوجد نفسه،
فمن هنا إذا غرر بك الشيطان أيها المسلم وجاء إليك ليخرجك عن دينك ويشكك في دينك فاصرف تفكيرك وكل همك إلى التفكر في مخلوقات الله تبارك وتعالى من أولها إلى آخرها تفكر في خلقك كيف أوجد الله بك هاتين العينين التي تبصر بهما الأشياء وكيف أوجد فيهما هذا الدمع المالح ليحفظهما من التلف وتفكر في أذنيك وكيف أوجد الله بهاتين الأذنين هذه المراحل التي ينتقل الصوت إليهما وكيف أوجد الله فيهما هذا الصمغ الذي يمنع الحشرات من الدخول إليها وكيف أوجد بهذا الصمغ مرارة حتى يقتل هذه الحشرات التي قد تنفذ إلى الأذن وكيف أوجد فيك هذا اللعاب الحلو داخل فمك وهو لعاب حلو لأجل يخلط هذا الأكل الذي يأتي من الخارج حتى يتسنى له أن يذهب للمعدة مهضوماً ناعماً حلوا، تفكر في هذا الشعر كيف ينمو تفكر في هاتين الكليتين كيف تعمل 24 ساعة تصفي دمك وتخرج الفاسد عبر البول تفكر في الجهاز العصبي تفكر في الجهاز التنفسي كيف تستقبل رئتيك هذا الهواء النقي الطيب وتطرد الهواء الذي انتهى مفعوله تفكر في هذا العقل الذي في رأسك وهذا المخ الذي أعطاك الله سبحانه و تعالى تستوعب به ما يقال أمامك وما يحدث أمامك تصور هذا العمود الفقري الذي أعطاك أياه تقوم بواسطته وتجلس وتتحرك تفكر في هذه المفاصل اليدين والرجلين والساقين والفخذين تفكر في هذه الآلة الجنسية التي أعطاك الله إياها لأجل أن يستمر التناسل تفكر في هذا القلب الذي يعمل 24 ساعة لا يفتر ولا يتوان وحتى ولو كنت نائماً ، تفكر في كثير من خلق الله .
ومما خلقه الله سبحانه وتعالى فيك وركبه فيك وذلك من أجل اختبارك وامتحانك هل تصرف هذه الأجهزة فيما يرضي الله سبحانه وتعالى أو تصرفها فيما يغضب الله جل جلاله فنخلص إلى أنه لا يجوز التفكر في ذات الله في أي حال من الأحوال إنما نتفكر في جميع مخلوقات الله سبحانه وتعالى فما دام أنه ليس كمثله شيء فهل يستطيع عقلك   أن يتصور ذات الله ، تصور مثلاً  الكرسي بجانب العرش
(كما روى عنه  ( r ) :{ ما الكرسي بجانب العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض}[4] مع أنه ورد في صفة الكرسي أنه في قوله تعالى ) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ( ([5]) فإذا كان الكرسي وسع السموات والأرض  والكرسي هو مكان قدمي الرب والعرش هو الذي يستوي عليه سبحانه وتعالى استواءً يليق بجلاله فهذا الكرسي ما هو بجانب العرش إلا كحلقة في فلاة ، إذاً كيف العرش فهو أعظم، إذن كيف بالله سبحانه وتعالى فهذا أمر لا نعلمه نحن ولا نتعرض لذاته بتكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل وإنما نقول ليس كمثله شيء ونؤمن بوجوده وأنه مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وهكذا..
بهذه الطريقة تسلم من جميع الشياطين وجميع الوساوس.
ولا ننسى أن الشيطان عدو الله يأتى إليك في لحظة من لحظات ضعف إيمانك فيقول لك من خلقك فتقول الله ، ثم يأتي لك من الناحية الثانية ويقول من خلق الله فهنا ينبهنا رسول الله  (r) إلى أن الشيطان يريد أن يخرجنا من ديننا فأرشدنا إلى أن نتلو بعض الآيات وأن نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ونتلو مثلاً قوله تعالى ) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(3) ( ([6]) و ) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ(2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4) ( ([7]) فالأول كما فسرها الرسول  (r) هو الأول ليس قبله شيء والآخر ليس بعده شيء والظاهر ليس فوقه شيء والباطن ليس دونه شيء أي أنه تعالى مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته ومع ذلك هو يعلم ما كان وما يكون وما سيكون كيف يكون لو كان إذن بمثل هذه الطريقة وغيرها مما ورد في سنة رسوله e ، نستطيع أن نكافح الشيطان وأن نعبد الله تعالى على مراده وعلى مراد رسوله e وذلك حتى نسلم من الشرك والكفر لأن الله سبحانه وتعالى لا يغفر لمن يشرك به ومن يصف الله بما لم يصف به نفسه  أو بما لم يصفه به رسوله e فذاك من الشرك الذي يورد صاحبه النار يوم القيامة فلذلك قال الله سبحانه وتعالى في شأن الشرك ) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ( ([8] وكذلك ) إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ(([9])


ويقول تعالى في شأن الشرك ) إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13)( ([10]) ، والشرك والعياذ بالله لا كفارة له عند الله إذا مات وهو عليه، فمن أنكر وجود الله سبحانه وتعالى أو شك في وجوده أو سب الله سبحانه وتعالى أو نقص من قدره أو وصفه بما لم يصف به نفسه أو لم يصفه به رسول e، فهذا والعياذ بالله قد أرتد وخرج عن ملة الإسلام.وسيكون مصيره جهنم وبئس المصير ذلك أنه أخل في الركن الأول والأساسي من أركان الإيمان ألا وهو الإيمان بالله الذي لا يمكن أن يتم إيمان مسلم إلا فيه

ليست هناك تعليقات

تعليقك يهمنـــا
أترك تعليقك هنــــــا ... لكى نستطيع التطوير والإستفادة من الآراء

هل إستفدت من تلك المقالة ؟
نعم أو لا